تاريخ علاج المياه البيضاء يعود إلى آلاف السنين، حيث بدأ المصريون القدماء أولى محاولات علاج هذه الحالة المزعجة.
يُعتقد أن الأطباء في مصر القديمة كانوا على دراية تامة بأمراض العين، وأحد أبرز الأساليب العلاجية التي استخدمها المصريون القدماء كان تقنية الكاوتشينج (Couching)، وهي طريقة قديمة تهدف إلى دفع العدسة المعتمة بعيدًا عن محور الرؤية. الكاوتشينج لم تختفِ بالكامل، بل لا يزال يُستخدم في بعض مناطق وسط إفريقيا حتى يومنا هذا.
ومع مرور الزمن، انتقل هذا الفهم العلمي إلى الطب العربي خلال العصر الذهبي للإسلام، حيث قام العديد من العلماء العرب بتطوير هذه التقنيات. من أبرز هؤلاء العلماء:
- علي الحلبي
- عمار الموصلي
- محمد بن أسلم الغافقي
- خليفة الحلبي، الذي صمم 36 آلة لجراحة العيون وشرح 12 طريقة لإزالة المياه البيضاء.
واليوم، بفضل التطور الطبي الهائل، أصبح علاج المياه البيضاء بالليزر هو الخيار الأكثر أمانًا وسهولة، حيث يتم إزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية سليمة، مما يمنح المريض رؤية واضحة وسليمة.
تابع معنا في هذا المقال لاستكشاف كل ما تحتاج معرفته عن علاج المياه البيضاء بالليزر في مصر، وأحدث تقنيات جراحة العيون في مصر.
ما هي المياه البيضاء وكيف تؤثر على الرؤية؟
المياه البيضاء أو إعتام العدسة هي حالة تحدث عندما تتعكر العدسة الطبيعية في العين، مما يؤثر على الرؤية ويُسبب ضبابية في الصورة التي يراها الشخص.
مع تقدم العمر، تتراكم البروتينات في العدسة وتؤدي إلى تعكيرها. في البداية، قد لا يلاحظ المريض الأعراض، ولكن مع مرور الوقت، تصبح الرؤية ضبابية وقد يصعب القيام بالأنشطة اليومية مثل القراءة أو القيادة.
أبرز أعراض المياه البيضاء:
- رؤية ضبابية أو مغبشة.
- صعوبة في الرؤية الليلية.
- رؤية هالات حول الأضواء.
- تغير متكرر في قوة النظارات الطبية.
- انخفاض القدرة على التمييز بين الألوان.
وتدريجيًا، قد تتفاقم الحالة حتى يصبح الشخص غير قادر على أداء مهامه اليومية.
كيف يتم تشخيص المياه البيضاء؟

تشخيص المياه البيضاء يبدأ بزيارة طبيب العيون المختص مثل دكتور هشام غريب، الذي يقوم بإجراء فحص شامل للعين لتحديد مدى تأثير الحالة على الرؤية. يشمل الفحص ما يلي:
- فحص حدة الإبصار: يقوم الطبيب باختبار مدى قدرة المريض على الرؤية بوضوح في ظروف مختلفة، مثل في النهار أو في الإضاءة المنخفضة، لتحديد مدى تأثر الرؤية.
- اختبار توسعة الحدقة: يتم وضع قطرات موسعة للحدقة، مما يسمح للطبيب برؤية أجزاء العين الداخلية بشكل أفضل. يساعد هذا الفحص في تقييم العدسة والشبكية والعصب البصري.
- قياس ضغط العين: يقيس الطبيب الضغط داخل العين للتأكد من عدم وجود مشكلة مثل المياه الزرقاء أو ارتفاع الضغط داخل العين.
- الفحص التفصيلي للعدسة: يستخدم الطبيب تقنيات متقدمة لفحص العدسة لتحديد ما إذا كانت متعكرة أو بها تغييرات تشير إلى المياه البيضاء.
بناءً على هذه الفحوصات، يقرر الطبيب ما إذا كانت عملية إزالة المياه البيضاء ضرورية أو إذا كان العلاج بالأدوية أو الإجراءات الأخرى كافيًا. كما يتم تحديد نوع العلاج المناسب لكل مريض حسب حالته.
الفرق بين العلاج التقليدي والعلاج بالليزر
في الماضي، كانت جراحة المياه البيضاء تتم باستخدام تقنيات تقليدية تتضمن شق كبير في العين، وعادةً ما كانت تستغرق وقتًا أطول للشفاء. اليوم، أصبحت التقنية الأكثر تقدمًا هي إزالة المياه البيضاء بالليزر.
الفرق بين الفاكو والليزر:
- الطريقة التقليدية (الفاكو): تعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة المعتمة ثم سحبها.
- الليزر (الفيمتو ليزر): يستخدم الليزر لعمل شقوق دقيقة جدًا وتفتيت العدسة بلطف قبل سحبها، مما يقلل من المخاطر ويزيد من دقة العملية.
الليزر اليوم يُعد أحدث التقنيات في علاج المياه البيضاء، حيث يتيح لك عملية دقيقة وألم أقل مع فترة شفاء أسرع.
خطوات علاج المياه البيضاء بالليزر بالتفصيل
تعد عملية إزالة المياه البيضاء بالليزر واحدة من أكثر الإجراءات الطبية تطورًا وسهولة، وتتم عادة في بيئة طبية معقمة باستخدام التخدير الموضعي فقط، مما يعني أن المريض لا يشعر بأي ألم أثناء العملية. وتتم العملية على النحو التالي:
- توسيع الحدقة: قبل بدء العملية، يتم وضع قطرات خاصة لتوسيع الحدقة، مما يساعد الطبيب على رؤية أجزاء العين الداخلية بشكل واضح ودقيق.
- استخدام الليزر لإحداث شقوق دقيقة: يتم استخدام الفيمتو ليزر لإحداث شق صغير جدًا في القرنية دون الحاجة إلى خياطة. يعتبر هذا الشق أكثر دقة وأمانًا مقارنة بالتقنيات التقليدية.
- تفتيت العدسة باستخدام الليزر: بعد أن يتم عمل الشق، يتم استخدام الليزر لتفتيت العدسة المعتمة إلى أجزاء صغيرة جدًا، مما يسهل إزالتها بشكل دقيق وآمن. هذه التقنية تجعل العملية أقل تعقيدًا وأسرع.
- إزالة العدسة المعتمة: يتم إزالة العدسة المتعكرة من العين باستخدام أدوات دقيقة، بعد تفتيتها باستخدام الليزر.
- زرع العدسة الجديدة: بعد إزالة العدسة المصابة، يتم زرع العدسة الاصطناعية التي تناسب احتياجات المريض، مثل العدسات الأحادية البؤرة لرؤية المسافات البعيدة أو العدسات المتعددة البؤر التي تمكن المريض من الرؤية القريبة والبعيدة.
- إغلاق الجرح: بعد زرع العدسة، يتم غلق الشق بدقة باستخدام الليزر دون الحاجة إلى غرز أو خياطة، مما يساعد على التئام الجرح بسرعة.
- الراحة بعد العملية: بعد إجراء العملية، يتم نقل المريض إلى غرفة الاستراحة لمدة قصيرة لمراقبته، ومن ثم يمكنه العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
أنواع العدسات المزروعة بعد عملية المياه البيضاء:
- أحادية البؤرة لرؤية المسافات البعيدة فقط.
- عدسات متعددة البؤر لتمكين المريض من الرؤية البعيدة والقريبة.
- العدسات التوريك لعلاج الاستجماتيزم مع المياه البيضاء.
من هو المريض المناسب لهذه العملية؟
لا تقتصر عملية إزالة المياه البيضاء بالليزر على كبار السن فقط، بل يمكن أن يعاني منها أي شخص، حتى في سن مبكرة نتيجة عوامل وراثية أو مرضية. بشكل عام، تعتبر العملية مناسبة لأولئك الذين يعانون من:
- تشوش في الرؤية يؤثر على حياتهم اليومية.
- عدم وجود مشاكل شبكية أو التهابات نشطة في العين.
- من يبحثون عن إزالة المياه البيضاء بدون جراحة تقليدية.
ويتم تحديد مدى مناسبة المريض للعملية بعد إجراء الفحوصات الدقيقة.
تكلفة علاج المياه البيضاء بالليزر في مصر والعوامل المؤثرة عليها
تتراوح تكلفة عملية المياه البيضاء بالليزر في مصر بين 6000 إلى 15000 جنيه مصري للعين الواحدة، وتختلف بناءً على عدة عوامل مثل:
- نوع العدسة المزروعة.
- مستوى المركز الطبي وتجهيزاته.
- خبرة الطبيب المتخصص.
- المشاكل الصحية الأخرى التي قد يعاني منها المريض.
أفضل مركز لعلاج المياه البيضاء في القاهرة، مثل مركز د. هشام غريب، يوفر لك العلاج باستخدام أحدث الأجهزة وأكثرها تطورًا، مما يضمن لك أفضل النتائج وأقل المضاعفات.
أسئلة شائعة حول نتائج العملية وفترة الشفاء
هل تعود المياه البيضاء بعد العملية؟
لا تعود المياه البيضاء بعد إزالة العدسة المصابة، ولكن قد تحدث عتامة بسيطة في الكبسولة الخلفية، ويمكن علاجها بسهولة باستخدام الليزر في جلسة قصيرة.
ما هي فترة الشفاء؟
- تتحسن الرؤية عادةً خلال 2 إلى 3 أيام بعد العملية.
- يجب تجنب فرك العين أو أي نشاط شاق لمدة أسبوع.
- زيارة الطبيب بعد يوم من العملية، ثم بعد أسبوع.
هل المياه البيضاء تؤدي للعمى؟
نعم، إذا تُركت المياه البيضاء دون علاج، فقد تؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل كامل، ولكن يمكن تجنب هذا التدهور باستخدام التقنيات الحديثة مثل عملية الليزر لإزالة العدسة المصابة.
علاج المياه البيضاء بالليزر هو الحل الأمثل لاستعادة الرؤية بوضوح وبدون ألم، بفضل تقنيات الطب الحديث التي تطورت من الكاوتشينج في العصور القديمة إلى الليزر الذي يُعد الأكثر أمانًا ودقة. لا تنتظر حتى تتفاقم الحالة، بل تواصل مع دكتور هشام غريب الآن لاستشارة وتحديد الخطة العلاجية الأنسب لك.
للحجز أو الاستفسار، تواصل معنا عبر الرقم الموضح على الموقع، أو قم بزيارة العيادة في القاهرة.